السبت، 5 يناير 2013

واجب وسائل تعليميه( الرموز ومدلولاتها - اهمية الاشاره )

المملكه العربيه السعوديه
وزارة التعليم العالي                 
جامعة ام القرى
الكليه الجامعيه بالقنفذه
قسم الدبلوم التربوي
بسم الله الرحمن الرحيم


واجب وسائل تعليميه
(استشهدي على اهمية الاشاره)
(هاتي رموز ورسوم ذات دلاله )


اعداد الطالبه /
عائشه  الفقيه



استشهدي بمواقف او ادله او احاديث او قصص ايات تدل على اهمية الاشاره ؟
للإشارة صلة بالفطرة الإنسانية , ولا يكاد الإنسان يستغني عنها ، لأنها إن لم تكن وسيلة بيان فهي معينة عليه ، ومنبهة إليه ، يقول شمس الحق العظيم أبادي [ دأب الوعاظ ، والقصاصون أنهم يحركون أيديهم يميناً وشمالاً ينبهون السامعين علي الاستماع ..... ]
وقد لاحظ شراح الحديث النبوي هذا الأمر فجعلوا له باباً خاصاً فتراهم يقولون مثلاً ' باب الإشارة في الخطبة ... وباب الرجل يشير بيده ... وباب رفع اليدين علي المنبر ...الخ .
كل ذلك دليل ساطع علي مكانة الإشارة في البيان العربي
(1)
@ ذكر لفظ الإشارة في القرآن الكريم
. في موضع في سورة مريم
وذلك قوله تعالي : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً) (مريم:29)
وكان الداعي إلي الإشارة هو التزام الأمر الصادر إليها من قبل ، وذلك قوله تعالي (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً) (مريم:26) .
وقد ظن أهلها أنها تستهزئ بهم
,, ففهمهم الاستهزاء من إشارتها دليل علي أن للإشارة دلالات تفهم منها ، ولذلك يضيف القرطبي رحمه الله ويقول : ' الإشارة بمنزلة الكلام ؛ وُتفهم ما يُفهم القول ، وكيف لا ، وقد أخبر الله تعالي عن مريم فقال : ' فأشارت إليه ' ؟ وفهم منها القوم مقصودها وغرضها ، فقالوا : ' كيف نكلم ....إلخ '
وقد ورد ذكر للإشارة في سورة آل عمران ,لكنها جاءت في صوره الرمز
وذلك قوله تعالى لزكريا عليه السلام : ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) (آل عمران:41)
فقوله ' إلا رمزا ' أي : ' إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما
وقد ذهب القرطبي - رحمه الله -على أن الإشارة تنزل منزلة الكلام حيث يقول : [ في هذه الآية دليل على أن الإشارة تنزل منزلة الكلام
ولقد تحدث القرآن  الكريم عن الإشارة , وذكرها بلفظ الوحي ,
وذلك كما جاء في قوله تعالى : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11) .
يقول الزمخشري - رحمه الله - [ أوحى : أشار , ويشهد له : إلا رمزا ](
فكانت مواضع الاشاره في القران في هذه المواضع الثلاث :
الأول :لفظها الصريح , كما في : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً)
الثاني : الرمز , كما في قوله تعالى : ( قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)
الثالث : الوحي , كما في قوله تعالى:( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن ْسَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11)
وهذا الأخير هو ما نبه عليه قدامة بن جعفر في الكتاب المنسوب إليه - -, حيث عقد باباً بعنوان : باب من الوحي , وقال فيه : [ وأما الوحي فإنه الإبانة عما في النفس بغير المشافهة , على أي معنى وقعت : من إيماء , ورسالة , وإشارة , ومكاتبة .
ولذلك قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) .
وهو على وجوه كثيرة , فمنه الإشارة باليد , والغمز بالحاجب , والإيماض بالعين , كما قال الشاعر وتوحي إليك باللحاظ سلامها ***** مخافة واش حاضر ورقيب (24) .
فالوحي هنا هو الإشارة بالعين , وهذا يفتح الباب أمام الإشارة فلا يجعلها مقصورة على حركة اليد بل يندرج تحتها ألوان كثيرة من التعابير بأي جزء من أجزاء الجسد .
وهذا ينقلنا إلى البحث في تراث علمائنا عن هذه الدلالة , وكيف عبروا عنها ,
@  موجود في كثير من نصوص السنة مما يدل على اهمية الاشاره
1)    وآكد الإشارات ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر السوداء حين قال لها : وأين الله ؟
فأشارت برأسها إلى السماء .
فقال : إعتقها ؛ فإنها مؤمنة .
فأجاز الإسلام بالإشارة الذي هو أصل الديانة , الذي يحرز الدم والمال , وتُستحق به الجنة , وينجى به من النار , وحكم بإيمانها كما يحكم بنطق من يقول ذلك ,]
ولقد جاءت أحاديث كثيرة ترى فيها الإشارة مؤكدة للفظ , ومدعمة له , وكأن وصول المعنى إلى القلب عن طريق السمع لا يكفي , فأريد استصحاب طريق إضافي , فإذا وجد القلب أن المعنى قد وصله من طريقين مختلفين , وكل منهما يؤكد الآخر، فتح للمعنى الباب ليستقر فيه .
ولا شك أن العلماء كانوا يستعينون علي المعني الواحد بعدة طرق لفظية مثل التوكيد اللفظي والمعنوي ، وغير ذلك - لأنهم كانوا يرون في المعني فخامة تحتاج إلي هذا الحشد .
فما المانع أن تؤازر الإشارة اللفظ في المعاني الشريفة ، والمقامات العالية التي تحتاج إلي ألوان أخرى من المؤكدات سوي المؤكدات اللفظية،حتى تستقر النفوس ، ويزول ما فيها من ريب .
2)  ومن هذا الباب ما جاء في فتح خيبر من حديث سلمة بن الأكوع .
أنه قال : لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا ً شديداً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله ، فقال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك ، وشكّوا فيه : رجل مات في سلاحه ، وشكوا في بعض أمره .
قال سلمة : فقفل رسول الله صلي الله عليه وسلم من خيبر ، فقلت : يا رسول الله ائذن لي أن أرجز لك، فأذن له رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب أعلم ما تقول ، قال ، فقلت :
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " صدقت "
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال : قلما قضيت رَجَزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال هذا " ؟
قلت : قاله أخي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحمه الله "
فقلت : يارسول الله ! إن ناساً ليهابون الصلاة عليه , يقولون رجل مات بسلاحه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مات جاهداً مجاهداً " , وفي رواية " كذبوا , مات جاهداً مجاهداً فله أجره مرتين , وأشار بأصبعيه " ( 62 )
فقوله : مرتين , ثم يشير بإصبعيه إنما هي توكيد لفظي لأن المقام في حاجة إلى ذلك , وانظر إلى ما أصاب سيدنا سلمة بن الأكوع من غم حين رأى إعراض الصحابة عن الصلاة على
أخيه , حتى ارتاب في الأمر , ودخله ما دخله من الشك في عاقبة أخيه , ومن هنا كان من الأولى إزالة هذا الشك من عنده , ومن عند جميع الصحابة , فأكد النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بالإشارة , لتكون الإشارة توكيداً لا يبقى معه لبس , ولا غموض في فوز أخي سلمة بالجنة , والشهادة في سبيل الله تعالى .
فالآذان ستظل تذكر كلام النبي , والعيون كذلك ستظل ترى هذه الإشارة المصاحبة للفظ لتكون بياناً توكيدياً لها .
2)    التعريف بالإشارة  ومن هذا الباب ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : [ كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ...
قال : قلت : من هم يا رسول الله ؟
فلم يراجعه حتى سأل ثلاثاً , وفينا سلمان الفارسي , فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان , ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا
لناله رجال من هؤلاء " ] ( 66 )
فقوله " لناله رجال من هؤلاء " صاحبه وضع يده على سلمان الفارسي , حتى يكون التمييز في أكمل صورة , وبخاصة أن السائل صار في شوق إلى معرفة هذه الطائفة التي تلحق بالسابقين الأولين
3)    ومن هذا الباب أيضاً ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال " اشتكي سعد ابن عبادة شكوي له ، فأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم يعوده ، مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعد ابن أبي وقاص ، وعبد الله ابن مسعود ، فلما دخل عليه وجده في غشيه .
فقال: أقد قضي ؟ قالوا : لا يا رسول الله : فبكي ، فلما رأي القوم بكاء رسول الله صلي الله عليه وسلم بكوا ، فقال : ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا " وأشار إلي لسانه " أو يرحم ( 74 )
.
وأول ما يلحظ هنا : البداية بـ " ألا تسمعون " وهذا تمهيد لما سيقوله لأهميته حتى لا يتحرج أحد من البكاء ، أو يظن أن فيه معصية .
ولكن ما الفرق بين ( أن الله يعذب بهذا أو يرحم ) وبين ( إن الله يعذب باللسان أو يرحم ) ؟
الفرق أن في أحد الخبرين إشارة وفي الأخر تصريح باللفظ ، ولا شك أن في حذف اللفظ والاكتفاء بالإشارة التي تراها العين توكيداً للمعني ، وبخاصة أن في الكلام تشريعاً يترتب عليه حرام وحلال ،كما أن في حذف لفظ [ اللسان ] تهويلاً وترهيبا ًمن عواقبه , لأنه إما أن يرفع صاحبه إلى عليين , أو يهوي به إلى أسفل سافلين , وهنا ترى كلام الإمام عبد القاهر قد تمثل أمامك , وذلك قوله : " وترى ترك الذكر أفصح من الذكر ..."
4)    ومن باب دلالة الإشارة على التشبيه ما رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة
" وأشار مالك بالسبابة والوسطى . (85)
وهنا أيضاً قامت الإشارة بدور المشبه به ؛ لأنها أكمل في البيان من المشبه , ولو أردنا أن ندلل باللفظ عن هذه الصورة لقلنا : رسول الله وكافل اليتيم متجاورين في الجنة كثيراً
5)     استخدم الرسول التشبيك بين أصابعه الشريفة للكناية عن القوة والتماسك حينًا، وللتداخل بين شيئين حينًا آخر، وللاختلاط والاختلاف حينًا ثالثًا، وفي هذا ما يدل على اهمية الاشاره ومن ذلك الأحاديث الآتية:
    - عن أبي موسى رضى الله عنه عن النبي قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه ).
   - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: ( كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي، يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا، وكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه ).
         3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النــبي فيســمع من النـــبي الحديــث فيعـجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبي فقال: يا رسول الله إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال رسول الله: (استعن بيمينك ) وأومأ بيده للخط
@  ومن الإشارة عند الفقهاء :
حظيت دلالة الإشارة لدى الفقهاء بعناية فائقة , وبنوا عليها أحكاماً, حتى وإن وردت وحدها دون مصاحبة اللفظ , مما يعني إمكانية استقلالها بالدلالة , ومن ذلك ما جاء في كثير من أبواب الفقه ,يقول المهلب : [ قد تكون الإشارة في كثير من أبواب الفقه أقوى من الكلام , مثل قوله " صلى الله عليه وسلم ": بعثت أنا والساعة كهاتين ( 52) فعرّف قرب ما بينهما بمقدار زيادة الوسطى على السبابة .
وفي اجتماع العقول على أن العِيان أقوى من الخبر دليل على أن الإشارة قد تكون في بعض المواضع أقوى من الكلام ] ( 53) .
ومن الأفكار التي بنيت على الإشارة عند الفقهاء :
أنهم [ كرهوا للرجل التكلم والإمام يخطب , وإن تكلم غيره فلا ينكر عليه إلا بالإشارة ](54)[ واشترطوا لحل الذبيحة شروطا , منهاً :
أن يقول باسم الله عند حركة يده بالذبح......فإن كان الذابح أخرس أومأ برأسه إلى السماء , وأشار إشارة تدل على التسمية , بحيث يفهم منها أنه أراد التسمية , وهذا كاف في حل ذبيحة الأخرس
. وفي حكم البدء بالسلام قالوا : وإذا قال : السلام عليك , وأشار على محمد بدون تسميته فرد أحد الحاضرين , فإن الفرض يسقط ؛ لأن الإشارة تحتمل أن تكون لهم جميعاً , وكذا إذا قال : السلام عليك , بدون إشارة , فإنه إذا رد واحد سقط عن الباقين ؛ لأنه يصح أن يخاطب الجماعة بخطاب الواحد.....
وفي مبحث اليمين قالوا : وإذا حلف ألا يأكل هذا وأشار إلى قمح بدون أن يذكره , فإنه يحنث إذا أكل منه على هيئته, أو أكل من دقيقه , أو خبزه , أو أي شيء يتولد منه ...
وفي كتاب النكاح قالوا : وإذا تزوجها على ( هذا الفرس ,أو هذا الفرس ) وأشار لها إلى فرسين , وكان أحدهما أقل من الآخر حكم بمهر المثل .
وفي الصلاه :
-  جواز الايماء بالفريضه عند الخوف  وفي حالة العجز والمرض الشديد

@ الاشاره في تراث العلماء
دلالة الإشارة عند الجاحظ ت/ 255 هـ

يُعد الجاحظ أول من لفت الأنظار إلى هذا النوع من البيان , وحدّ حدوده , وفصل أنواعه , وقال فيه ما لم يُسبق إليه .
والعجيب في الأمر أن علماء البيان بعد الجاحظ أعرضوا عن هذه الدلالة , وانحرفوا بها عن طريقها الذي رسمه , والأعجب منه أن بعضهم عاب على المتكلم أن يستصحب مع اللفظ إشارة باليد , أو بغيرها , وظنوا أن في ذلك عجزاً وعياً عن البيان , وتقصيراً عن امتلاك اللفظ الحامل للمراد , مع أنه شيء مركوز في الفطرة , ولذلك يقول الجاحظ : [ زعمت الأوائل أن الإنسان إنما قيل له : العالم الصغير , سليل العالم الكبير ؛ لأنه يصور بيده كل صورة , ويحكي بفمه كل حكاية ] (25 ) .
فتصوير المعاني باليد فطرة فطر الله الناس عليها , عند إرادة التعبير عما في النفس , ولا يمكن أن تكون الفطرة عجزاً , بل هي عون للفظ , وموافقة له , بل لا بد من صحبتها حتى لا يلتبس الأمر عند المتلقي .
توافق اللفظ والإشارة :
يرى الجاحظ أن الإشارة منها الصواب , ومنها الخطأ , وأن ذلك مرجعه إلى توافق الإشارة مع اللفظ , أو تعارضها معه .
فإذا وافقت الإشارة اللفظ صارت صحيحة , وتم للمراد أركانه , وصار المعنى بليغاً , ووصل إلى القلب في صورة بهية .
أما إذا خالفت الإشارة اللفظ , فإن المعنى يكتنفه الغموض , ويلتبس على المتلقي المراد , ويأتيه المتكلم من الباب الخطأ , فيقع في اضطراب , ويظل المعنى مطموراً ؛ لأن صاحبه لم يحسن إخراجه , والإعراب عنه ؛ لما بين اللفظ والإشارة من تنافر , وذاك عيب أي عيب ؟!
والجاحظ يقول : [ إن المعاني مستورة خفية , وبعيدة وحشية , ومحجوبة مكنونة , وإنما تحيا تلك المعاني في ذكرهم لها , وإخبارهم عنها , واستعمالهم إياها .
وهذه الخصال هي التي تقربها من الفهم , وتجليها للعقل , وتجعل الخفي منها ظاهراً , والغائب شاهداً , والبعيد قريباً ....
وعلى قدر وضوح الدلالة , وصواب الإشارة – الحظ هذا – وحسن الاختصار , ودقة المدخل يكون إظهار المعنى .... ] ( 26 ) .
أعضاء الإشارة :
يقول الجاحظ : [ فأما الإشارة فباليد , وبالرأس , وبالعين , وبالحاجب , والمنكب ..
وإذا تباعد الشخصان فبالثوب , وبالسيف ] ( 29) .
لكن التراث حمل لنا أمثلة كثيرة كانت العناية فيها بإشارة العين , ولعل السر في ذلك أن العين هي أسرع الأعضاء حركة , والأكثر دلالة , حتى نقل ابن حزم "رحمه الله " في كتابه ( طوق الحمامة ) ما تعارف عليه الناس في بيئة من إشارات العين , وعقد لذلك باباً اسمه :
باب الإشارة بالعين .
قال فيه : ثم يتلو التعريض بالقبول - إذا وقع القبول والموافقة - الإشارة بلحظ العين , وإنه ليقوم في هذا المعنى المقام المحمود , ويبلغ المبلغ العجيب , ويقطع به ويتواصل , ويوعد ويهدد, ويقبض ويبسط , ويؤمر وينهى , وتضرب به الوعود , وينبه على الرقيب , ويضحك ويحزن , ويسأل ويجاب , ويمنع ويعطى .
ولكل واحد من هذه المعاني ضرب من هيئة اللحظ, لا يوقف على تحديده إلا بالرؤية ..وأنا واصف ما تيسر من هذه المعاني :
فالإشارة بمؤخر العين الواحدة : نهي عن الأمر .
وتفتيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة نظرها : دليل على التوجع والأسف .
وكسر نظرها : آية الفرح .
والإشارة إلى إطباقها : دليل على التهديد .
وقلب الحدقة إلى جهة ما , ثم صرفها بسرعة : تنبيه على مشار إليه .
والإشارة الخلفية بمؤخر العين : سؤال .
وقلب الحدقة من وسط العين إلى المؤق بسرعة : شاهد المنع .
وترعيد الحدقتين من وسط العينين : نهي عام .
وسائر ذلك لايدرك إلا بالمشاهدة .
ثم يقول : والحواس الأربع أبواب إلى القلب ...والعين أبلغها ] ( 30)
ونيابة العين عن اللفظ أمر ثابت لاشك فيه , ولعل السبب في تواري اللفظ, وبروز الإشارة هو الخوف من النطق , أو عجز المبين عن الكلام , أو غير ذلك من الأسباب , وانظر مثلاً إلى قول الشاعر :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم

وقال آخر :
العين تبدي الذي في نفس صاحبها وتعرف عيني ما به الوحي يرجع
وقال ثالث :
العين تبدي الذي في نفس صاحبها من المحبة أو بغضاً إذا كانا
والعين تنـطق والأفواه صـامتة حتى ترى من ضمير القلب تبيانا

إن كل هذه الشواهد دامغة على أن هناك للحواس لغة معروفة بين الناس , ولذلك تسمع من يقول " لغة العيون , ولغة الأيدي , ولغة الحواجب , ولغة الشفاه .... إلخ
وهذه اللغات تعارف عليها الناس , وإن لم يكن لها قواعد , أو مفردات , ولكن يبقى الأهم وهو أنها لغة مفهومة
الإشارة عند قدامة بن جعفر ت 327 هـ :

لقد تحدث قدامه عن ائتلاف اللفظ والمعني ,وجعل من هذه الأنواع الإشارة ، ثم عرفها فقال :
[ الإشارة : أن يكون اللفظ القليل مشتملاً علي معاني كثيرة بإيماء إليها ، أو لمحة تدل عليها ,
كما قال بعضهم ، وقد وصف البلاغة فقال : [ هي لمحة دالة ] ( 38 ) وهذا التعريف يحوي ما يلي :
أولاً : أن مصدر الدلالة اللفظ وليس الإشارة - كما يري -.
ثانياً : أن دلالة هذا اللفظ القليل على المعنى دلالة اشتمال , أعني : أنها دلالة مفهومة, وليست منطوقة .
ثالثاً أن الإشارة تقوم بمساعدة اللفظ في تكوين الدلالة , لكنه عند استشهاده عمد إلى اللفظ ليأخذ منه دلالة الإشارة , وابتعد عن الحركة والإيحاء
, ويقول مستشهداً على الإشارة :
فإن تهلك شنوءة أو تبدل فسيري إن في غسان خالا
لعزهم عززت وإن يذلوا فذلـهم أنالــك ما أنـالا

ثم قال : [ فينبه هذا الشعر على أن ألفاظه مع قصرها قد أشير بها إلى معان طوال , فمن ذلك : " تهلك أو تبدل "... ومنه قوله : " إن في غسان خالا " ..... ومنه ما تحته معان كثيرة , وشرح , وهو قوله " أنالك ما أنالا " . ] (39)
وقدامة بهذا التعليق يبعد عن دور الإشارة الحقيقية في تكوين المعنى , بل إن الشعر الذي استشهد به لا إشارة فيه , ولا ما يدل عليها من قريب أو بعيد , اللهم إلا إذا عددنا الكناية والرمز من قبيل الإشارة .
وظل قدامة -رحمه الله -يتابع شواهده , وجميعها تدور في فلك الإيجاز , أو الكناية , أو التمثيل , ولعل الذي دفع به إلى هذا العدول أنه معني ببيان دروب المعاني الشعرية , من حيث مساواتها مع اللفظ أو زيادتها عليه .
فلقد جعل الإشارة نوعاً من أنواع ائتلاف اللفظ مع المعنى ,وهذا الائتلاف قد يكون اللفظ فيه مساويا , أو زائداً عليه , كما هو الحال في باب الإشارة , وهذا يعني أنها عنده قسيم للمساواة .
ًومع أنه عند التعريف جعل مصدر ومستقى هذه الزيادة من الإشارة والإيماء واللمحة الدالة , إلا أنه عند الشرح , والتفصيل أعرض عن هذه اللمحة , وذاك الإيماء , وحصر شواهده في اللفظ, مما أحدث بعده لبساً ففُهمت الإشارة مرة على أنها نتاج الحركة , ومرة أخرى على أنها نتاج اللفظ .
دلالة الإشارة عند ابن رشيق : ت 456 هـعقد ابن رشيق القيرواني في كتابة العمدة بابا كبيرا للإشارة بدأ بإبراز جمال هذه الدلالة فقال :
[ والإشارة من غرائب الشعر وملحه، وبلاغة عجيبة، تدل علي بعد المرمي , وفرط المقدرة ،
وليس يأتي بها إلا الشاعر المبرز ، والحاذق الماهر ، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة ، واختصار وتلويح يعرف مجملا ، ومعناه بعيد من ظاهر لفظه فمن ذلك قول زهير
فإني لو لقيتك واتجهنا لكان لكل منكرة كفاء
فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه , وهذا عند ابن رشيق أفضل بيت في الإشارة ] ( 40 ).
ولا يخفى عليك ما في هذا الكلام من إغراب وبعد عن دلالة الإشارة الحقيقية , حتى بيت الشعر الذي استشهد به .
وكأن دلالة الإشارة هي كل ما يحمله الكلام من معان , سواء جاء في صورة كناية , أو تشبيه , أو استعارة ....
وهذا بلا شك عجيب , لأن كل دلالة في علم البلاغة لها مصطلح متفق عليه , أما أن أجعل هذه الدلالات كلها دلالات إشارية فهذا بعيد .
والأصل : أن دلالة الإشارة تستقى من حركة اليد , أو العين , أو الرأس , أو سائر الجسد سواء صاحبت اللفظ , أم جاءت وحدها , وأنا هنا أتحث عن دلالة الإشارة في علم البلاغة , لأن هناك في علم أصول الفقه مفهوماً آخر لدلالة الإشارة .
وأعود إلى ابن رشيق حيث يقول عن البيت السابق : [ فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه ]
ثم حكم على هذا البيت بأنه أفضل بيت في الإشارة , مع أن ابن قدامة لم يعلق على هذا البيت بقليل , ولا بكثير .
وفي بيت آخر يقول الشاعر فيه :
جعلت يدي وشاحاً له وبعض الفوارس لا يعتنق
يقول ابن رشيق : [ وهذا النوع من الشعر هو الوحي عندهم ...] (41

1 - قال ثمامة بن الأشرس : كان جعفر بن يحيى أنطق الناس , قد جمع الهدوء والتمهل , والجزالة والحلاوة , وإفهاماً يغنيه عن الإعادة , ولو كان في الأرض ناطق يستغني بمنطقه عن الإشارة لاستغنى جعفر عن الإشارة , كما استغنى عن الإعادة

2 - أن معاوية - رضي الله عنه - أقام الخطباء لبيعة ولده يزيد , فقام رجل من ذي الكلاع فقال : هذا أمير المؤمنين ...............وأشار بيده إلى معاوية . فإن مات فهذا ...................وأشار إلى يزيد . فمن أبى فهذا ....................وأشار إلى السيف .

3- وقد جاء أبو نواس بإشارات أخر لم تجر العادة بمثلها , وذلك أن الأمير بن زبيدة قال له مرة : هل تصنع شعراً لا قافية له ؟ قال : نعم , وصنع من فوره ارتجالاً : ولقد قلت للمليحة قولي من بعيد لمن يحبك ....." إشارة : قبلة " فأشارت بمعصم ثم قالت من بعيد خلاف قولي ..... " إشارة : لا , لا " فتنفست ساعة ثم إني قلت للبغل عند ذلك ......." إشارة : امش " فتعجب جميع من حضر المجلس من اهتدائه,وحسن تأتيه
وقفه علي ما سبق.
هذا مما سطّرهُ علماؤنا عن الإشارة ، ولقد تبين لي بعض الأمور أوجزها فيما يلي :
أولاً : اتفق الجميع على أن الأصل في البيان هو اللفظ , ولم يختلفوا حول الإشارة , وكونها ضرباً من البيان أيضاً .
ثانياً : أن أول من كشف اللثام عن هذه الدلالة , وفصل غوامضها الجاحظ , ومع ذلك لم يسر خلفه الباقون بل حارت الدلالة عندهم وضوحاً وغموضاً,وإن كان لهم إضافات لا تنكر .
ثالثاً : أن للإشارة دلائل واضحة وناطقة في بيان الوحي , كما أن لها دلائل في بيان العرب قديماً شعراً ونثراً .
رابعاً : أنهم اختلفوا في وصف الإشارة بالبلاغة , فمنهم من وصفها بالبلاغة كابن المقفع , وابن حجة الحموي , وابن أبي الإصبع , ومنهم من قصر البلاغة على اللفظ.
خامساً : أن دلالة الإشارة مركوزة في فطرة الإنسان , وعليه لا يجوز وصف البليغ إذا أشار بالقصور , أو العيب , أو العي .
سادساً : لابد في الإشارة من موافقة اللفظ حتى يسهل المعنى على المتلقي , أما إذا كان اللفظ في جانب , والإشارة في جانب مغاير أدى الأمر إلى التعقيد المذموم .
سابعاً : إن حقل البيان ما زال في حاجة ماسة إلى الكشف عن وسائل البيان الأخرى غير اللفظ
ثامناً : للإشارة مقامات لا يستطيع اللفظ القيام بها , كالبيان للبعيد , وبيان الخائف , والبيان عن أمور لا لفظ لها في العربية , كما في بعض الأصوات .
تاسعاً : أن لكل حركة دلالة ينبغي تمييزها عن غيرها , وتحديد دورها في تكوين المراد .
ووددت لو تم اصطناع معجم لدلالة الإشارات في بيان السابقين , وعلى رأس ذلك بيان الوحي , ثم بيان العرب القديم .
ولقد ألمح على مثل ذلك ابن حزم حيث قال : :
الإشارة بمؤخرة العين الواحدة , تعني : النهي .
وتقصيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة نظرها : دليل على التوجع .
وقبض اليد يعني : القوة .
وغير ذلك كثير في التراث
(1)
   
منقول باختصار من http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39437
للدكتور سعيد احمد جمعة , بلاغة الاشاره بين النظريه والتطبيق

@اهمية الاشاره عند الطفل
اوضحت الدراسات ان تعلم الطفل الاشاره يكون قبل تعلمه الكلام فهم يلوحون بيديهم ويشيرون إلى الأشياء قبل وقت طويل من قدرتهم على قول "باي باي" أو "انظري إلى هذا!". مما يدل على اهمية الاشاره عند الطفل

http://arabia.babycenter.com/a4800207/%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84#ixzz2FnFJG7WK


       اعطي رموز او رسوم لها مدلولات؟؟

1-    الميزان دلاله على العدل في المحكمة


2       - الثعبان شعار للصيدليه قيل انها ترمز إلى
 أن علماء الدواء و الصيدلة قادرين
على أستخراج الدواء حتى من سم الافعى القاتل 
             
3       ) اشارات المرور يشير كل لون الى معنى
الاحمر للتوقف والاصفر للاستعداد والاخضر انطلاق


     4) دلالة عقرب الساعة على الوقت

5)    الرموز هذي بالأساس يستخدمونها في علم الفلك،
رمز الرجل يشير إلى كوكب المريخ،
رمز المرأة يشير إلى كوكب الزهرة


6) - رمز الـUSB

بعضهم يقولون ماله معنى أصلاً ويوم دورت بويكيبيديا والمنتديات التقنية للأمانة ما لقيت مصدر مباشر يتكلم عن المعنى، بس بعضهم يقوووولووووووووووون الرمز هذا يشير إلى رمح نيبتون الثلاثي



اعداد الطالبه
/ عائشه  الفقيه

هناك تعليق واحد:

  1. Borgata Hotel Casino & Spa - Atlantic City - JTM Hub
    Get deals on rooms from $75-$1,000 at 순천 출장샵 the Borgata Hotel Casino & 화성 출장안마 Spa. Compare room types and prices from J.T. & L.A. 과천 출장마사지 to find the 사천 출장마사지 best 원주 출장안마 deal.

    ردحذف